نجاة عساف
أبصرت أحلام الطفولة
خلف السحب
كسائح في الفلاة يهوى
صوت المطر
يرسم في مقلتي هواجس
الذكريات
و يبتهج لصوت الطيور
و هي تلتحف وكناتها
يتأمل المدائن وهي تختفي
بين أذرع الضباب
للمطر أحلامه و كواكبه و سماءه
ما أجمل الصباح مع غيث
السماء المترنح
يضيء الزهر بأريجه
و يطرب المياه بخريرها
و العندليب يشدو و يصدح
على صوت الجداول في السفوح
و لذة الخرير في الغدير
تشفي العليل
ما زال في الوقت أنفاس الصبا
و نسائم الطفولة كنجوم تتوقد
و كوخ الأحلام في الريعان
يغدو قصرا مشيدا
و خجل الوجنتان تدندن
على مسارح الماضي
كطروس غدت حدائق
و مواكب ورود الروض تزهو
الأفق تلمع كعسجد يتضرم
و غصون الأشجار بدت كأن
لديها أيد تصفق
ما أجمل صور المطر
لحسنها تكاد أن تنطق
ليكن الأمل في الحياة طيبا
و لتملأ الأحلام كواكبنا
و ليكن بأمر التفاؤل
ورود لا تذبل
و ثغر باسم لا يهزم
فإذا الغيث تبسم لنا
فعلام لا نبتسم!!!!!